أغلقت مراكز الاقتراع في هولندا أبوابها عند الساعة التاسعة من مساء الأربعاء في انتخابات مجالس الأقاليم (المحافظات). ويترقب الكثيرون نتائج هذه الانتخابات، ليس فقط لمعرفة تركيبة المجالس الإقليمية، التي لديها صلاحيات محدودة، ولكن لمعرفة تركيبة الغرفة الأولى في البرلمان الهولندي (مجلس الشيوخ)، الذي يتم انتخاب أعضائه من قبل المجالس الإقليمية. ووفقاً للنتائج الأولية لانتخابات اليوم فإن الائتلاف الحاكم، المكون من الحزب الليبرالي والحزب المسيحي الديمقراطي، والمدعوم من قبل حزب الحرية، سيحصل في النهاية على 35 مقعداً في مجلس الشيوخ من مجموع 75، أي أقل بثبلاثة مقاعد من الأغلبية المطلوبة.



ووفقاً لمكتب للبحوث يقوم بتحليل نتائج الانتخابات بناء على استطلاع آراء المصوتين بعد إدلائهم بأصواتهم، فإن الحزب الديمقراطي المسيحي سيحصل على 10 مقاعد في مجلس الشيوخ، وحزب في في دي الليبرالي على 16 مقعداً، بينما ستكون حصة حزب الحرية المعادي للإسلام بزعامة خيرت فيلدرز تسعة مقاعد.

المعارضة اليسارية لم تحقق هي الأخرى نجاحاً ساحقاً, حيث سيحصل حزب العمل، أكبر الأحزاب اليسارية، على 14 مقعداً، الحزب الاشتراكي على 8، ديمقراطيو 66 على 6، اليسار الأخضر 5، وحزب الدفاع عن الحيوانات على مقعد واحد.

أما الحزبان المسيحيان الصغيران الاتحاد المسيحي والحزب السياسية للكنيسة الإصلاحية، فسيحصلان مجتمعين على أربعة مقاعد. بينما سيذهب مقعدان إلى الحزب الجديد (فوق الخمسين)، وهو حزب يدافع عن حقوق كبار السن.



بلغت نسبة الإقبال في الانتخابات 54,2 بالمئة، ورغم أن هذه النسبة أقل من نسبة الإقبال في الانتخابات البرلمانية أو البلدية، إلا أنها تعتبر مرتفعة إلى حد ما، حيث من المعتاد أن لا تستقطب انتخابات مجالس المحافظات اهتماماً كبيراً لدى المواطنين. ومن المرجح أن "الارتفاع" في نسبة الإقبال هذه المرة له علاقة بالتأثير الحاسم لهذه الانتخابات على التوازن السياسي في البرلمان الهولندي.



وتحكم هولندا منذ نوفمبر الماضي حكومة أقلية من حزبين لديهما 52 مقعداً فقط من مجموع 150 مقعداً في مجلس النواب، وتحظى الحكومة بدعم حزب الحرية الذي يمتلك 24 نائباً. ولا تمتلك الأحزاب الثلاثة حالياً أغلبية في مجلس الشيوخ، وهو المجلس الذي يمتلك حق المصادقة أو رفض القوانين التي يقرها مجلس النواب. وقد صرح زعماء المعارضة اليسارية أن ممثليهم في مجلس الشيوخ سيصوتون ضد مشاريع القوانين التي أعدتها الحكومة والتي يجب أن تمهد لإجراءات تقشفية في عدة مجالات. وكانت الأحزاب الحاكمة تأمل في أن تتمكن من تعديل خارطة القوى في مجلس الشيوخ في هذه الانتخابات. لكن هذا لم يتحقق حتى الآن.



مع ذلك فإن الحكومة "ستواصل عملها وتنفيذ خططها الجيدة"، حسب قول النائب عن الحزب الليبرالي شارلي أبروت، في أول تعليق للحزب الي يتزعمه رئيس الوزراء مارك روته على النتائج الأولية للانتخابات. وعبر ابروت عن ابتهاجه بكون الحزب الليبرالي سيصبح أكبر الأحزاب في مجلس الشيوخ، مثلما هو الحال في مجلس النواب. ووصف عدم حصول الائتلاف الحاكم على الأغلبية في مجلس الشيوخ بأنه "مؤسف"، متوقعاً أن ذلك سيجعل عمل الحكومة "أصعب قليلاً".