فشل حزب الحرية اليميني الذي يتزعمه خيرت فيلدز في اجتذاب سياسيين ذوي مواهب وقدرات، حسب ما صرح به السيد كراول أستاذ العلوم السياسية بجامعة امستردام الحرة.

كان الحزب قد أعلن في وقت سابق عن عزمه خوض انتخابات مجلس الشيوخ الهولندي (الغرفة العليا من البرلمان)، في كل محافظات هولندا ألاثني عشرة. وهذا يعني أن يعمل الحزب على اجتذاب عدد كبير من السياسيين خلال وقت وجيز نسبيا لخوض الانتخابات على لائحته. ويكتسب انتخابات مجلس الشيوخ أهمية كبيرة لأن أعضاءه ينتخبون بشكل غير مباشر بواسطة مجالس المحافظات.
خلال الأشهر القليلة الماضية انسحب العديد من مرشحي الحزب من قوائم الحزب طوعا أو كرها. في محافظة درنته اجبر مرشحان على الانسحاب من قوائم الحزب نتيجة لضغوط سياسية خارجية، فيما طلب الحزب من اثنين من مرشحيه التنحي عن اللائحة. وانسحب مرشحان من قائمة الحزب في محافظة شمالي برابانت معتذرين بأنهما أساءا تقدير حجم العمل المطلوب منهما كنواب في الغرفة العليا للبرلمان. وسحب مرشح آخر في محافظة نورد هولاند بعد مزاعم بأنه قد ضبط مرتين وهو يقود سيارته مخمورا خلال السنتين الماضيتين.
يقول البروفسور كراول إن حزبا مثل حزب الحرية غالبا ما يجتذب قادة من الكوادر الإدارية الوسطى: "فالحزب لا ينتمي للمؤسسة السياسية التقليدية، واشتهر كحزب متطرف إلي حد ما، ويضم في قائمة مرشحيه عددا قليلا من المغامرين الذين يتميزون بصوت عال ولسان سليط، يرغون في التعبير عن ضيقهم من شيء وإيصاله للبرلمان."
ويري المحاضر بالجامعة الحرة "أن مثل هؤلاء الأشخاص الذين دائما ما يطلقون تصريحات غريبة تشبه القذائف الطائشة تنفر منهم عددا كبيرا من الناخبين فورا، ومن الأفضل أن يبقوا بعيدا عن السياسة" وعليه يري بروفسور كراول أن انسحاب بعض مرشحي حزب الحرية قد يكون من صالح الحزب: "يحاول الحزب أن يراجع سير مرشحيه جيدا قبل الدفع بهم لحلبة الانتخابات، لكن بعض المعتوهين قد يفلتون من مثل هذا التدقيق، مثلما رأينا في الانتخابات البرلمانية الماضية، إنهم لا يحملون وشما على جبهتهم بالطبع."
ويضيف كراول لأن مثل هؤلاء المرشحين يلحقون ضررا بالغا بصدقية الحزب "سيكون لديك نوابا كذبوا من قبل وهذا يلحق أذى اكبر بحزب الحرية، الذي يقدم نفسه كحزب لتوطيد النظام والقانون. فالمرشح الذي يكشف عن انه قد قام سابقا بتهديد المواطنين يدمر سمعة الحزب، لا مكان للخروج والتمرد في حزب الحرية، على الجميع أن يلتزموا بالقانون حتى لو كان نواب الحزب أنفسهم لا يفعلون ذلك."
فقدان المصداقية قد يكلف حزب الحرية كثيرا في الانتخابات العامة "اعتقد أن حزب الحرية يمكن أن يعتمد على نواة صلبة من المؤيدين الذين سيضمنون له حوالي عشرة مقاعد في مجلس الشيوخ، لكن حصوله على اقل من ذلك سيسبب الكثير من المتاعب."
يرى كراول أن الكثير من مؤيدي حزب الحرية قد لا يدلون بأصواتهم في انتخابات مجلس الشيوخ "يقول الكثير منهم أن النواب نفعيين ولا جدوى من انتخابهم"، ويعتقد البروفسور كراول أن الائتلاف الحاكم في هولندا بدعم من حزب الحرية اليميني سيخوض معركة صعبة جدا للحصول على أغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ "إذا لم يحصلوا على هذه الأغلبية فستواجه الحكومة وضعا عصيبا."
في رد فعل على تصريحات البروفسور كراول قال خيرت فيلدرز "إنها تكرار ممل لنفس التصريحات التي لا معنى لها، ونسمع بها منه كعضو في حزب العمل منذ وقت طويل، وهي تصريحات تتسم بقدر من الجبن لأنه يخفي توجهاته السياسية."