كنت جالسًا مساء السبت الماضي في ضيافة أخي العزيز ( محمد ) في جلسة أخوية ممتعة ، و بعد ساعة من جلوسي انهالت على الاتصالات و الرسائل كلها تذكرني بالموعد الذي تم تحديده و تأكيده ، فاكتشفت أني في ذلك اليوم حددت ثلاث مواعيد ..! و كلها تؤكد علي و أصر على الحضور و بعدها ( ركبني حق ) و معهم حق لأني سحبت عليهم سحبة ( بنت كلب ) ..

كم مرة شغلت سيارتي لأخرج قاصداً حاجة وضعتها في بالي ، فأضل أحوم و أشرّق و أغرِّب ثم أعود من حيث أتيت ، بعد جولة في الشوارع المزدحمة ..! ( طبعا نسيت علاش أنا خارج ) .. كم مرة أخبرتني والدتي عن عطل في المنزل فوعدت بإصلاحه أو جلب من يُصلحه فطواه النسيان..

تلفاز المنزل معطل من أشهر كثيرة ، كل يوم أنوي إصلاحه فأنسى أن آخذه معي ، و قبل أيام أخذته لكني نسيته في سيارتي أيامًا ..! بل حتى على مستوى كبير جداً أفقدني الكثير من الزملاء و المواعيد المهمة التي يترتب عليها مضرة عليَّ و على ألآخرين ..

و لعل كثيراً ممن يعرفني وهو يقرأ هذه السطور قد جنيت عليه بسبب نسياني .. النسيان نعمة ، لكنه إذا زاد عن حده نقمة و أي نقمة ، يخسر به الإنسان نفسه و قرناءه و خلانه ، و يجني عليهم ، لا سيما إذا اجتمع النسيان الزائد الذي هجم علي مؤخراً مع التسويف الذي هو خصلة من خصالي ..!

كثيراً عندما أخرج أنسى الجوال الذي سجلتُ في الملاحظات و أجريت به مواعيد و قلت ( بيننا اتصال ) ..! ثم أخرج إلى قرب المكان المحدد أو الشخص الموعود ، فأتفقد جيبي لأتصل .. ياااه الجوال في المنزل .. بعدها لم يبقى لي إلا شيء من ضربات الحظ التي دائما ما تخيب فأعود إلى البيت ..و بعدها استلم خطاب عتاب .!
شرود ذهني رهيب لم أعهده من قبل .. يعني تقدرون تقولون ( فهاوة شوية )

الحل في الأوراق الصفراء تملأ جنبات السيارة مُعلّقةً أمامي كل حين ..
و فيها مواعيدُ إنسانٍ شاردٍ ..


::: تصدقون عاد .. فاتح موضوع جديد لأكتب موضوع و نسيت وو..! انقهرت و كتبت عن النسيان :::